تاريخ الوهابية الأسود - من هم الخوارج مقدمة الطبعة الأولى مقدمة الطبعة الثانية تمهيد : من هم الخوارج التعريف بالوهابية الجغرافيا الوهابية التاريخ الوهابي العقيدة الحشوية من فكر القيادة الوهابية علماء السنة يردون الفقه الحشوي الولاء الوهابي لمن الخاتمة الوهابية في كتب آخرى مقالات في الوهابية

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السادس

علماء أهل السنة يجابهون الحشوية

 

قراءة في كتاب شقيق محمد بن عبد الوهاب

من أقوال علماء أهل السنة في الحشوي

ذكر بعض العلماء الذين ردوا على ابن تيمية

البخاري يحذِّر من أدعياء السلفية

كنت وهابيا

رسالة إلى مدير الجامعة

أسود البنغال يجابهون الحشوية

 

الإسلام دين الحجة والبرهان ، لا إكراه فيه ولا إجبار ، أمرنا بمواجهة الحجة بالحجة ، لا بالسيف ، فلا إكراه في الدين ، وما إن ظهرت نابتة الحشوية حتى انبرى لها علماء المسلمين من كل صقع وقطر يبينون عوارها وتهافت حججها ، وسقم منطقها ، وخطر مرماها ، وفي مقدمة هؤلاء العلماء علماء الحنابلة ؛ لأن هؤلاء الحشوية يلزُّون أنفسهم زوراً بمذهب الإمام أحمد ، وسنذكر ههنا ردود بعض العلماء على هؤلاء  المفترين ، ولأن أستاذهم الذي يدورون حوله هو ابن تيمية الحراني فإننا سنفسح المجال لذكر ستين عالماً ممن ردوا عليه مع أسماء كتبهم مقتصرين في كل ذلك على علماء أهل السنة . وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل قوله ؛ وحين قال : (يمرقون من الدين كما يمرق السم من الرمِيَّة).

قراءة في كتاب شقيق محمد بن عبد الوهاب

هذه قراءة في كتاب "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية" للعلامة الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي شقيق الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، نقتبس منه ههنا ، وذلك هدية لطلاب الحقيقة من المسلمين ، خصوصاً أولئك الذين كان قدرهم العيش في مجتمعات منغلقة ، حُجبت فيها أنوار الحقيقة ، آملين الله العظيم أن ينير قلوبهم.

تعريف بالكتاب:

هذا الكتاب نابع من خضم المعركة. كتبه عالمٌ رأى خطورة فكر أخيه الجانح ، فقام بالرد عليه ونقض مزاعمه. طبع الكتاب عدة طبعات بمصر والشام وغيرها … نفذت جميعها ، ومن أجودها طبعة الكمال بمصر 1346 - وطبعة الفتوح1923 مع تعليق للشيخ محمد حسنين مخلوف مدير المعاهد الأزهرية ، كما أنَّ للمؤلف كتاباً آخر هو " فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب".

الكتاب الذي بين أيدينا هو طبعة دار الإنسان بمصر ، حققه وقدم له وعلَّق عليه إبراهيم محمد البطحاوي ، ويقع في 165 صفحة.

من التصدير:

"في الوقت الذي صعد فيه الكفار إلى القمر والمريخ ، لاستكشاف منافع في ملك الله ، نجد شيخ أدعياء السلفية بيننا يصدر فتواه الشهيرة بإيقاف دوران الأرض ، وكفر من يقول بأنها حول نفسها تدور ؟؟ لأن العلو الجهوي أساس في عقيدتهم تعالى الله عمَّا يقولون. يزعمون أي ظاهرية السلفية - أنَّ العصاة كفار ، ففيم التوبة إذن؟ ومن يخالفهم من المسلمين فهو كافر يستحق الذبح![1] فلمن النجاة يا ترى؟.

ويحذرون من زيارة قبر الرسول r ، فإنه قد مات ، وأولى منه - عندهم - زيارة مسجده إن كان ولا بد!.

ويقولون : لا تخاطبوا النبي r بالسيادة! ولا تتوسلوا به إلى ربكم[2]!"

من مقدمة محقق الكتاب:

"المعركة التي يخوضها مؤلف هذا الكتاب الشيخ سليمان بن عبد الوهاب النجدي ضد أوهام شقيقه مؤسس الحركة الوهابية  الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي المولود في إقليم نجد حيث ظهر مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة في اليمامة من نجد ، وفتن بعض المسلمين من إقليمه فاتبعوه ، ومنعوا الزكاة ، وقاتلهم أبو بكر (t) حتى قتل مسيلمة في آخر حملة بقيادة خالد بن الوليد t.

وكان النبي r تنبأ بظهور الفتن في إقليم نجد حيث روت الصحاح أنه r أشار بإصبعه للرجل النجدي  - نحو نجد قائلاً: ( هناك الزلازل والفتن ، ومنها يطلع قرن الشيطان )!!..

وفي الصحيحين عن أبي هريرة (t) عن النبي r أنه قال ( رأس الكفر نحو المشرق)  مشيراً إلى نجد.

وظهرت الدعوة الوهابية أيضاً في إقليم نجد ، وتشددت في إحياء الفكر الظاهري ومقولات ابن تيمية في إنكار الوسيلة مع ثبوتها لحضرة النبي r ، والقول بالعلوية المادية لذات الحق سبحانه ، وإنكار زيارة القبور لا سيما قبور الصالحين مع ثبوت السنة بالحث على زيارتها…"

ويقول : "..ومع أن المذهب السائد في تلك البلاد هو مذهب الإمام أحمد بن حنبل إلا أنهم أخذوا عنه في الفقه فقط ولم يأخذوا عنه في أمر العقيدة ، ... بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك حيث حكموا بالكفر على مخالفيهم في الرأي فإن لم تكن معهم فأنت والعياذ بالله كافر. "

ويقول مخاطباً الوهابية: "إن الإسلام رحمة الله على العالمين ؛ فكيف تبيحون لأنفسكم أن تلصقوا به أحقاداً وبذاءات وقذفاً بالباطل لمخالفيكم بالكفر والشرك متأولين معتدين مع أنهم إخوة لكم مؤمنون ولدينهم غيورون ولربهم عابدون ، إن الدليل الذي تقيمونه على خصومكم متأولين هو ذاته الدليل الذي يقام عليكم بهذا الاتهام!"

نماذج من الكتاب:

في أول الكتاب ذكر الشيخ سليمان شروط الإمامة في الدين ، ونتيجة لمعرفته بأخيه فقد قال بعد ذلك ص 25-26 (ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي من خالفه. وإذا طلبت منه أن تعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل بل يوجب على الناس الأخذ بقوله وبمفهومه ومن خالفه فهو عنده كافر. هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال الاجتهاد ، ولا والله ولا عُشر واحدة ، ومع ذلك راج كلامه على كثير من الجهال)

ويثبت على أن أتباع أخيه هم الخوارج عن الدين حيث بيَّن ذلك تحت عنوان (عقيدة الخوارج عقيدتهم) ص26، ويتوسع في ذلك ص 43 وما بعدها ، ثم يقول مخاطباً أخيه ص 45 (فانظر رحمك الله إلى طريقة أصحاب رسول الله r في الإحجام عن تكفير من يدَّعي الإسلام هذا وهم الصحابة y الذين يروون الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه ... فانظر إلى هدي أصحاب رسول الله r وأئمة المسلمين لعل الله يهديك إلى اتباع سبيل المؤمنين ، وينبهك من هذه البلية التي تزعمون الآن إنها السنة ) وهذه شهادة من عالم شفيق بأخيه من البلية التي هو فيها ؛ ألا فلينتبه الذين جعلوا على أعينهم عصائب وساروا خلف هذا المستحل لدماء المسلمين المبتدع في الدين بشهادة أهله وبدليل سوء عمله[3] !

ويقول مخاطباً الوهابية ص 77 ( يا عباد الله اتقوا الله وخافوا ذا البطش الشديد ، لقد آذيتم المؤمنين والمؤمنات {إن الذين يرمون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا} والله ما لعباد الله ذنب إلا إنهم لم يتبعوكم على تكفير من شهدت النصوص الصحيحة بإسلامه ، وأجمع المسلمون على إسلامه فإن تبعوكم أغضبوا الله تعالى ورسوله r ، وإن عصوا آراءكم حكمتم بكفرهم وردتهم ، وقد روي عن النبي r أنه قال : (لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم ، ولا عدواً يجتاحهم ، ولكن أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم) رواه الطبراني من حديث أبي أمامة. ، ثم يذكر له ما فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأقوالهم وغيرهم من سلف الأمة حيث أنهم لا يلزمون الناس بأخذ أقوالهم ، ثم يخاطب أخاه وحزبه قائلاً ص 79 (وأنتم تكفرون من لا يقول بقولكم ويرى رأيكم ، سألتكم بالله هل أنتم معصومون فيجب الأخذ بقولكم ؟ فإن قلت لا فلم توجبون على الأمة الأخذ بقولكم أم تزعمون أنكم أئمة تجب طاعتكم فأنا أسألك بالله هل اجتمع في رجل منكم شرط من شروط الإمامة التي ذكرها أهل العلم أو حتى خصلة واحدة من شروط الإمامة ، بالله عليكم انتهوا واتركوا التعصب ، هبنا عذرنا العامي الجاهل الذي يمارس شيئاً من كلام أهل العلم فأنت ما عذرك عند الله إذا لقيته ؟ بالله عليك تنبه واحذر عقوبة جبار السماوات والأرض )

أيها الاخوة : إن النصائح المخلصة التي يوجهها الشيخ سليمان لأخيه ، والتصوير الصادق للحال التي عليها الوهابية من ضحالة العلم والسطحية والتعصب الأعمى ما تزال ماثلة حتى هذه الساعة في كبار علمائهم ، والأمثلة على ذلك بينة ولعل في ما ذكرناه في كتابنا هذا كفاية لمن أراد الله له الهداية.

ومع أن الشيخ سليمان من بلاد نجد فإن ذلك لا يمنعه من ذكر الحقيقة النبوية بأن الفتنة في نجد فنراه يبوب باباً في كتابه بعنوان (الشيطان في نجد) ص112 وما يليها يذكر فيه الأحاديث النبوية الصحيحة التي ذكر فيها أن رأس الكفر فيها ، وأن بها الزلازل والفتن ، فكيف لتجديد الدين أن يخرج بها ؟! أليس في هذا مناقضة للأحاديث الصحيحة ؟!

ويبين في باب (بدعة الفتن النجدية)ص 116 وما بعدها ما يدل على بطلان مذهب الوهابية وهذا أكبر أبواب الكتاب حيث أنه ينقسم إلى عدة فصول يبين في كلِّ فصل إحدى الفتن النجدية ويبطلها بكتاب الله والثابت الصحيح من سنة المصطفى r .

إن هذا الكتاب يتميز بعدة مميزات أهمها المنهج العلمي في الرد ، والإخلاص في النصيحة ؛ كيف لا وهو ينصح أخاه الذي يرجو هدايته ، ولكنها المشيئة الإلهية {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}

ختاماً لقد اقتبسنا من هذا الكتاب القيِّم بعض الردود على هذه الفرقة ستجدها في بعض مقالاتنا ، واقرأ مثلاً موضوع أسئلة تبحث عن جواب ، ولا يقدح في قيمة هذا الكتاب دعوى الوهابية ندمَ الشيخ سليمان على كتابه قبل موته فهذه دعوى يرددونها عن الكثير من العلماء الذين يكشفون باطلهم ، فمع التسليم جدلاً بصحة دعواهم فهي لا تقدح في الكتاب مادام واضح الحجة ، ناصع البرهان .

 

علماء أهل السنة وقولهم في الحشوية

أهل السنة يتبرأون من  الحشوية  وينسبونهم للمشركين تارة ولليهودية تارة أخرى ومنهم من يقول أنهم أخطر من اليهود ، وسننقل هنا شيئاً من المحضر الذي كتبه جماعة من أئمة الشافعية منهم الشيخ أبو اسحاق الشيرازي والإمام أبو بكر الشاشي وآخرون ، كما في (تبيين كذب المفتري) لابن عساكر ص 310 ونصه :

(بسم الله الرحمن الرحيم

يشهد من ثبت اسمه ونسبه وصح منهجه ومذهبه واختبر دينه وأمانته من الأئمة الفقهاء والأماثل العلماء أهل القرآن المعدلين والأعيان ... أن جماعة من الحشوية الأوباش الرعاع المتوسمين بالحنبلية أظهروا ببغداد من البدع الفظيعة والمخازي الشنيعة ما لم يسمح به ملحد فضلاً عن موحِّد ، ولا تجوّز به قادح في أصل الشريعة ولا معطِّل ، ونسبوا كلَّ من ينـزهُ الباري تعالى وجل عن النقائص والآفات وينفي عنه الحلول والتشبيهات ... إلى الكفر والطغيان ،و منافاة أهل الحق والإيمان وثلبِ أهل الحق وعصابة الدين ، ولعنِهم في الجوامع  والمشاهد والمحافل والمساجد والأسواق والطرقات ؛ ثم غرَّهم الطمع والإهمال ومدّهم في طغيانهم الغيِّ والضلال …)

فانظر – هداني الله وإياك –كيف يتبرأ علماء أهل السنة من أصحاب هذه الملة الفاسدة ، كما هو موثوق في كتبهم ، وغير هذا كثير ومن أراد الزيادة فليرجع إلى (إتحاف السادة التقين بشرح إحياء علوم الدين) ، للعلامة الزبيدي ج 10 ص 109 ، وليقرأ المحضر الذي كتبه جماعة من العلماء بعنوان ( دفع شبه من شبّه وتمرد ونسب ذلك إلى السيد الجليل أحمد ) .

واسمع للعلامة ابن حجر الهيثمي في الفتاوي الحديثية ص116 ناقلاً المسائل التي خالف فيها ابن تيمية إجماع المسلمين : " وأن العالم قديم بالنوع ، ولم يزل مع الله مخلوقاً دائماً، فجعله موجباً بالذات لا فاعلاً بالاختيار ، تعالى الله عن ذلك وقوله بالجسمية والجهة والانتقال ، وأنه بقدر العرش لا أصغر ولا أكبر ، تعالى الله عن هذا الافتراء الشنيع القبيح والكفر البواح الصريح"

- وقال في ص203 " وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه ، وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم ، وليسوا كذلك...الخ.

- وقال في حاشيته على مناسك النووي ص489 طبعة المكتبة السلفية " ولا يعتبر بإنكار ابن تيمية لسن زيارته r ، فإنه عبد أضله الله كما قال العز بن جماعه ، وأطال في الرد عليه التقي السبكي في تصنيف مستقل ، ووقوعه في حق رسول الله r ليس بعجب ، فإنه وقع في حق الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا ؛ فنسب إليه العظائم ؛ كقوله : إن لله تعالى جهة ويداً ورجلاً وعيناً وغير ذلك من القبائح الشنيعة ولقد كفَّره كثير من العلماء ، عامله الله بعدله وخذل متبعيه الذين نصروا ما افتراه على الشريعة الغراء "

-    وقال العلامة ابن حجر الهيثمي أيضا في (الجوهر المنظم في زيارة القبر النبوي المكرم):  " وما زال يتلاعب به الهوى حتى كان مجموعة بدع شنعاء ودائرة جهالات وأباطيل شوهاء ، منها ما سبق ومنها ما لم يسبق إليه فنجده في مسائل من علم التوحيد حشوياً كرامياً يقول في الله بالأجزاء والجهة والمكان والنـزول والصعود الحسيَّين وحلول الحوادث بذاته تعالى ، ومن ناحية أخرى نجده في حضيضة الخوارج يكفر أكابر الأمة ويخطئ أعاظم الأئمة…الخ

-    وقال عنه أيضا في نفس الكتاب : فإن قلت كيف تحكي الإجماع السابق على مشروعية الزيارة والسفر إليها وطلبها ، وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كله ، كما رآه التقي السبكي بخطه وأطال- أعني ابن تيمية – في الاستدلال لذلك بما تمجه الأسماع وتنفر عنه الطباع بل زعم حرمة السفر إليها إجماعا ، وأنه لا تقصر فيه الصلاة ، وأن جميع الأحاديث الواردة فيه موضوعه وتبعه بعض من تأخر من أهل مذهبه قلت – الهيثمي- من هو ابن تيمية حتى ينظر إليه أو يعول في شيء من أمور الدين عليه ، وهل هو إلا كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار سقطاته ، وقبائح أوهامه وغلطاته كالعز بن جماعة " عبد أضله الله تعالى وألبسه رداء الخزي وأرداه وبوأه من قوة الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان "

-    وقال عنه في شرح الشمائل " قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية : أنه ذكر شيئا بديعاً ؛ وهو أنه r لما رأى ربه واضعاً يده بين كتفيه أكرم ذلك الموضع بالعذبة ، قال العراقي : لم نجد لذلك أصلا –يعني من السنة – قال ابن حجر الهيثمي " بل هذا من قبيل رأييهما وضلالهما ، إذ هو مبني على ما ذهبا إليه وأطالا في الاستدلال له والحط على أهل السنة في نفيهم له ، وهو إثبات الجهة والجسمية لله تعالى ، ولهما في هذا المقام من القبائح وسوء الاعتقاد ما تصم عنه الآذان ويقضى عليه بالزور والبهتان، فقبحهما الله وقبح من قال بقولهما، والإمام أحمد وأتباع مذهبه مبرؤون عن هذه الوصمة القبيحة ، كيف وهي كفر عند كثيرين"

-    وقال عنه أيضا في (الفتاوى الحديثية) ص114" ابن تيمية عبد خذله الله تعالى وأضله وأعماه وأذله ، بذلك صرح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغ مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية والحاصل أنه لا يقام لكلامه وزن بل يرمى في كل وعر وحَزن، ويعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومُضلٌ جاهل غالٍ، وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته "

-     أما عن الوهابية ؛ نابتة الحشوية الحديثة فإن ابن عبد الوهاب بعث علماءه لمناظرة علماء مكة والمدينة (فلما وصلوا إلى الحرمين وذكروا لعلماء الحرمين عقائدهم وما تمسكوا به ، رد عليهم علماء الحرمين ، وأقاموا عليهم الحجج والبراهين التي عجزوا عن دفعها ، وتحقق لعلماء الحرمين جهلهم وضلالهم ووجدوهم مسخرة ، كحمر مستنفرة فرت من قسورة ، ونظروا إلى عقائدهم فوجدوها مشتملة على كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا البرهان عليهم كتبوا عليهم حجة عند قاضي الشرع بمكة تتضمن الحكم بكفرهم)[4] وهذا الذي دعا حكام الحجاز من الأشراف إلى تعليق رؤوس الوهابية الذين يغيرون على مكة في مداخلها على اعتبار أنها رؤوس الخارجين عن الملة.[5]

-    ويقول عنهم الشيخ سلامة القضاعي الشافعي (.. واستغل أولئك النفر جهل كثير من أهل العصر بتاريخ هذه الفرقة الجاهلة ، فأوهموا الناس أنهم يمثلون السلف الصالح من الصحابة ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان ، والتاريخ يشهد والعلم بكتاب الله ينادي أنهم ما مثَّلوا إلا سلف سوء من أشياخ المشبِّهة وأئمة المجسمة ، الذين يفسرون الكتاب بأهوائهم ، ويحملون السنة على آرائهم ، ويتقولون على معاني كتاب الله ، ويضعون على رسول الله ، ويأخذون بالضعيف إذا وافق منهم هوى ، ويردون الصحيح أو يشككون في صحته إذا كان حجة عليهم...)[6]

-     ويقول فيلسوف الإسلام الإمام محمد عبده (إن هذه الفئة أضيق عطناً ، وأحرج صدراً من المقلدين .. وأنها ترى وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد ، والتقيد به دون التفات إلى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين) وعلق الأستاذ محمد رشيد رضا على هذا الكلام بقوله (يعني فئة أهل الحديث ، ومن يسمونهم بالوهابية)[7]

 

ذكر بعض العلماء والفقهاء والقضاة من أهل السنة الذين ناظروا ابن تيمية أو ردّوا عليه وذكروا معايبه ممن عاصروه أو جاءوا بعده

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على المصطفى أما بعد:

فهذه أسماء بعض من ناظر ابن تيمية المتوفى سنة 728 هـ ، أو ردّ عليه من المعاصرين له والمتأخرين عنه من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة، مع ذكر رسائلهم وكتبهم التي ردوا عليه فيها فمنهم :

1- القاضي المفسر بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الشافعي

2- القاضي محمد بن الحريري الأنصاري الحنفي .

3- القاضي محمد بن أبي بكر المالكي .

4- القاضي أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي .

وقد حبس بفتوى موقعة منهم سنة 726 ص . انظر عيون التواريخ للكتبي ، ونجم المهتدي لابن المعتم   القرشي .

5- الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي المتوفى سنة 756 هـ .

·    الاعتبار ببقاء الجنة والنار.

·    الدرة المضيئة في الرد على ابن تيمية.

·    شفاء السقام في زيارة خير الأنام .

·    النظر المحقق في الحلف بالطلاق المعلق .

·    نقد الاجتماع والافتراق في مسائل الأيمان والطلاق .

6-ناظره الفقيه محمد بن عمر بن مكي المعروف بابن المرحل المتوفى سنة 716 هـ .

7- قدح فيه الحافظ صلاح الدين العلائي المتوفى سنة 761 هـ .

8- معاصره الشيخ أحمد بن يحيى الكلابي الحلبي المعروف بابن جهبل المتوفى سنة 733 هـ .

·        رسالة في نفي الجهة.

9- القاضي كمال الدين بن الزملكاني المتوفى سنة 727 هـ .

·        ناظره وردّ عليه برسالتين ، واحدة في مسألة الطلاق ، والأخرى في مسألة الزيارة .

10- ناظره القاضي صفي الدين الهندي المتوفى سنة715 هـ .

11- الفقيه المحدّث علي بن محمد الباجي الشافعي المتوفى سنة 714 هـ .

·          ناظره في أربعة عشر موضعا وأفحمه .

12- المؤرخ الفخر بن المعلم القرشي المتوفى سنة725 هـ .

·           نجم المهتدي ورجم المعتدي.

13- مرسوم السلطان ابن قلاوون المتوفى سنة 741 هـ بحبسه .

14- معاصره الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 هـ .

·    بيان زغل العلم والطلب .

· النصيحة الذهبية .

15- المفسر أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة745 هـ .

·    تفسير النهر الماد من البحر المحيط .

16- الفقيه الرحَّالة ابن بطوطة المتوفى سنة 779 هـ .

·    رحلة ابن بطوطة .

 17- الفقيه تاج الدين السبكي المتوفى سنة 771 هـ .

·    طبقات الشافعية الكبرى .

18- تلميذه المؤرخ ابن شاكر الكتبي المتوفى سنة 764 هـ .

·    عيون التواريخ .

19- الشيخ عمر بن أبي اليمن اللخمي الفاكهي المالكي المتوفى سنة 734 هـ .

·    التحفة المختارة في الرد على منكر الزيارة .

20- القاضي محمد السعدي المصري الأخناني المتوفى سنة755 هـ

·    المقالة المرضية في الرد على من ينكر الزيارة المحمدية، طبعت ضمن "البراهين الساطعة" للعزامي .

 21- الشيخ عيسى الزواوي المتوفى سنة 743 هـ .

·    رسالة في مسالة الطلاق .

 22- الشيخ أحمد بن عثمان الجوزجاني الحنفي المتوفى سنة 744 هـ .

·    الأبحاث الجلية في الرد على ابن تيمية .

 23- الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 هـ .

·    الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة .  

·    لسان الميزان .

24- الحافظ ولي الدين العراقي المتوفى سنة 826هـ.

·    الأجوبة المرضية في الرد على الأسئلة المكية .

 25- الفقيه المؤرخ ابن قاضي شهبة الشافعي المتوفى سنة 851 هـ.

·    تاريخ ابن قاضي شهبة .

26- الفقيه أبو بكر الحصني المتوفى سنة 829 هـ .

·    دفع شبه من شُبه من شبَّه وتمرد ونسب ذلك إلى الإمام أحمد.

27- رد عليه شيخ إفريقيا أبو عبد الله بن عرفة التونسي المالكي المتوفى سنة 853 هـ .

28- العلامة علاء الدين البخاري الحنفي المتوفى سنة 841 هـ ، وكفره وكفر من سمَّاه شيخ الإسلام ، ذكر ذلك الحافظ السخاوي في الضوء اللامع .

29- رد عليه الشيخ أحمد زروق الفاسي المالكي المتوفى سنة 899 هـ .

30- الحافظ السخاوي المتوفي سنة 902 هـ.

·    الإعلان بالتوبيخ لمن ذمَّ التأريخ.

31- القاضي البياضي الحنفي من علماء القرن الحادي عشر. 

·    إشارات المرام من علم الإمام.

32 - الشيخ أحمد بن محمد الوتري المتوفى سنة 980 هـ .

·    روضة الناظرين وخلاصة مناقب الصالحين .

 33 - الشيخ ابن حجر الهيثمي المتوفى سنة 974هـ .

·    الفتاوى الحديثية .

·    الجوهر المنظم في زيارة القبر المعظم .

·                حاشية الإيضاح في المناسك .

34- الشيخ محمد بن علي بن عراق الدمشقي المتوفى سنة 933 هـ .

35 - الشيخ جلال الدين الدواني المتوفى سنة 928 هـ .

    ·                 شرح العضدية .

36 - القاضي أبو عبد الله المقري .

    ·             نظم اللآلي في سلوك الأمالي .

 37 - علي القاري الحنفي المتوفى سنة 1014هـ .

    ·             شرح الشفا للقاضي عياض.

 38- المحدِّث محمد بن علي بن علان الصديقي المكي المتوفى سنة 1057هـ .

    ·             المبرد المبكي في رد الصارم المنكي .

 39 - الشيخ عبد الرؤوف المناوي الشافعي المتوفى سنة 1029 هـ .

    ·           شرح الشمائل للترمذي .

 40 - الشيخ أحمد الخفاجي المصري الحنفي المتوفى سنة 1069 هـ .

·               شرح الشفا للقاضي عياض .

41- المؤرخ أحمد أبو العباس المقري المتوفى سنة 1041 هـ .

      ·        أزهار الرياض .

42 - الشيخ محمد الزرقاني المالكي المتوفى سنة 1122 هـ .

      ·        شرح المواهب اللدنية .

43 - الشيخ عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 1143هـ .

      ·        ذمه في أكثر من كتاب .

44 - ذمه الفقيه الصوفي محمد مهدي بن علي الصيادي الشهير بالرواس المتوفى سنة 1287 هـ .

45 - السيد محمد أبو الهدى الصيادي المتوفى سنة 1328هـ .

      ·        قلادة الجواهر .

6 4 - المفتي مصطفى بن أحمد الشطي الحنبلي الدمشقي المتوفى سنة 1348 هـ .

      ·        النقول الشرعية في الرد على الوهابية.

47 - محمود خطاب السبكي المتوفى سنة 1352هـ.

      ·        الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق .

48 - مفتي المدينة المنورة الشيخ المحدث محمد الشنقيطي المتوفى سنة 1353 هـ .

      ·        لزوم الطلاق الثلاث دفعه بما لا يستطيع العالم دفعه .

49- الشيخ سلامة العزامي الشافعي المتوفى سنة 1376هـ .

      ·        البراهين الساطعة في ردّ بعض البدع الشانعة .

      ·        مقالات في جريدة المسلم (المصرية) .

50 - مفتي الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي المتوفى سنة 1354 هـ .

      ·        تطهير الفؤاد من دنس الاعتقاد.

51 - وكيل المشيخة الإسلامية في دار الخلافة العثمانية الشيخ محمد زاهد الكوثري المتوفى سنة 1371هـ .

      ·        كتاب مقالات الكوثري ، وغيره من كتبه .

52 - إبراهيم بن عثمان السمنودي المصري ، من أهل هذا العصر.

      ·        نصرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي .

53- عالم مكة محمد العربي التبَّان المتوفى سنة 1390هـ .

      ·        براءة الأشعريين من عقائد المخالفين .

54- الشيخ محمد يوسف البنوري الباكستاني .

      ·        معارف السنن شرح سنن الترمذي .

55- الشيخ منصور محمد عويس ، من علماء الأزهر المعاصرين.

      ·        ابن تيمية ليس سلفياً.

56- الشيخ عبد الله الغماري المحدِّث المغربي ، من أهل هذا العصر .

      ·        إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة .

      ·        الصبح السافر في تحقيق صلاة المسافر.

      ·        الرسائل الغمارية ، وغيرها من الكتب .

57- المسند أبو الأشبال سالم بن جندان الأندونيسي كان حيا سنة 1383هـ.

      ·        الخلاصة الكافية في الأسانيد العالية .

58- حمد الله البراجوي عالم سهارنبور.

      ·        البصائر .

59 - وقد كفَّره الشيخ مصطفى أبو سيف الحمامي في كتابه غوث العباد ببيان الرشاد ، وقرَّظه له جماعة وهم الشيخ محمد سعيد العرفي ، والشيخ يوسف الدجوي ، والشيخ محمود أبو دقيقة ، والشيخ محمد البحيري ، والشيخ محمد عبد الفتاح عناتي ، والشيخ حبيب الله الجكني الشنقيطي ، والشيخ دسوقي عبد الله العربي ، والشيخ محمد حفني بلال .

وقد ذمَّه وبين أنه كذاب الحافظ أحمد بن الصديق الغماري في كتابه هداية الصغراء ، والقول الجلي ، ورد عليه أيضا محمد بن عيسى بن بدران السعدي المصري ، وكذا السيد الشيخ الفقيه علوي بن طاهر الحداد الحضرمي .

60- فضيلة الشيخ عيسى المانع علامة دبي بالإمارات العربية المتحدة في كثير من محاضراته ودروسه.

61- العلاّمة المحدِّث عبدالله بن محمد الهرَري الحبشي

        ·          المقالات السنية في الردِّ على ابن تيمية  ، وهو مصدر هذا المقال ، ط دار المشاريع ، 

فانظر أيها الطالب للحق وتمعن ، فكيف يلتفت إلى رجل تكلم فيه كل هؤلاء الأعلام  منكرين عليه ومحذرين منه ، وهل من العقل والحكمة أن يقدّم كلامه الفاسد على قول الله ورسوله r ؟! ، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.

البخاري يحذِّر من أدعياء السلفية

ذَّر مرشد جمعية علماء أهل السنة والجماعة بعموم الهند الشيخ العلامة عبدالله البخاري المسلمين من فتنة الوهابية وأدعياء السلفية في مقابلة أجرتها معه مجلة منار الهدى اللبنانية ، عدد 57 ، أغسطس 1997م  فقال : ( ظهرت في بلاد المسلمين فرقة شاذة تسمي نفسها بالسلفية ، وتدّعي أنها تتبع السلف الصالح ، وهم في الحقيقة ليسوا على منهج السلف لأنهم لو كانوا كذلك لما شذوا عن إجماع المسلمين . هم يدَّعون أنهم جاؤوا ليخرجوا الناس من الوثنية ، من عبادة القبور إلى عبادة الله ، ولكن المسلمين لا يعبدون القبور ، فكيف يتهمون المسلمين بأنهم وثنيون ؟! هذا كلام باطل ، وفتنة كبيرة علينا أن نواجهها ونحاربها حتى لا تنتشر وتتوسع.)

وقال مبيناً سبب تسللهم إلى الهند :( لقد دخلوا إلى الهند عن طريق الإنجليز الذين زرعوهم في بلادنا لتفريق المسلمين ، ونحن أدركنا خطرهم منذ زمن بعيد ، وقد ألف علماء الهند مئات الكتب في الرد عليهم وبيان مخاطرهم ومفاسدهم.) وهذا الوعي التأريخي من الشيخ ليس بعجيب على مثله ، فدعوة محمد بن عبد الوهاب كان يقف وراءها الإنجليز بكامل ثقلهم ، متمنين بذلك هدم الإسلام من الداخل ، وقتل روح الجهاد بعد أن ذاقوا الأمرَّين من جهاد مسلمي شبه القارة الهندية لتحرير أوطانهم من الاستعمار النصراني.

وقال : (إنَّ التحذير منهم - أي أدعياء السلفية - ليس فيه تفريق للمسلمين بل فيه إنقاذٌ لهم وتنبيه من مخاطرهم ، لأنك إذا علمت أن هناك لصاً يريد أن يدخل دار جارك هل تسكت أم تحذِّره  ؟!)

وهكذا أيها الاخوة المسلمون ترون تحذير علماء الأمة في كل أرض من فتنة السلفية الوهابية ، الذين يحاولون شغل المسلمين بأنفسهم ، وتكفيرهم بل ورميهم بالشرك وفي طليعتهم شيخهم محمد بن عبد الوهاب الذي رمى سيدنا آدم بالشرك في كتابه (التوحيد).

إن الشيخ عبد الله البخاري هو مرشد جمعية علماء أهل السنة والجماعة بعموم الهند وعميد كلية (سيد مدني) في ناحية (منغلور) بالهند.

كنتُ وهّابياً

الوهابية بسبب تعطيلهم للعقول بدعوى اتباع السلف في كل شيء هم على درجة كبيرة من الإسفاف الفكري ، وأدرى الناس بهم الذين خالطوهم ، وهنا سأذكر مقتطفات من رسالة لأحد الشباب المسلم الذين انطلت عليهم خرافات الحشوية حيناً من الدهر ؛ لأنهم عندما فتحوا أعينهم لم يجدوا هواء غير هوائهم ولا ماءً غير مائهم فما إن تنفسوا حتى شموا الخبائث وما إن شربوا حتى طعموا الأسن ، فتبينت لهم الحقيقة فتركوهم ، واستمع إليه يقول في رسالة يعرفني فيها بنفسه عبر شبكة الإنترنت بعد أن كشف عوار الوهابية على (الساحة الإسلامية لفارس) فأجابني بعد أن قلت فيه قصيدة منها هذا البيت :

يا جَهبذاً أشْعَرِيَّاً في طريقَتِه           بدَّدْتَ شُبْهَةَ حَـشْـويٍ قدِ افتخرا[8]

فقال لي : (أنا شاب قطري، مالكي المذهب في الفروع أشعري في الأصول، ولست من جهابذة الأشاعرة كما ذكرت بل أنا مجرد متطفل على موائد العلماء، فلم يكن ردي على ذلك الزكي [9]الذكي إلا نقلا من كتب ساداتنا العلماء رحمهم الله واعتمادا على ما سطرته أياديهم فلم يكن لي إلا جمع تلك الأقوال ورميها في نحر ذلك الحشوي الجاهل، وكم تنطبق عليهم هذه التسمية فكلامهم حشو وكتبهم حشو ومشايخهم حشو، فأنت تعلم أنهم يضعون لكتاب واحد من كتب ابن زفيل المسمى بابن القيم أكثر من اسم وذلك تكثيرا لكتبه، وابن تيمية كذلك، فتطالعنا كل يوم عناوين جديدة لكتب ابن تيمية وعند خبرتها تجد أنها مستخلصة من كتاب آخر، فكأن أحدهم قرأ في الفهرس ـ وبالمناسبة فكل ما يقرأه هؤلاء هي فهارس الكتب فلا وقت لديهم للقراءة  ـ فإذا أعجبه عنوان قطعه ودفع به إلى المكتبة ولا ينسى أن يكتب (تحقيق وتعليق ودراسة وتخريج) ـ وأقترح أن يضيف كلمة (وتشقيق)، لأنه شقه من الكتاب الأصلي ـ ثم يضع اسمه فلان بن فلان الفلاني السلفي الأثري الحشوي النحسكوري.. الخ من الألقاب التي يعطيها لنفسه، وأهم من ذلك أن يقرظ كتابه أحد المشايخ.

وقد اخترت اسم الأشعري[10] لشيء لا يخفى عليكم وهو إغاظة هؤلاء الرعاع الذين يظنون أنهم أخرسوا الجميع واكتسحوا الساحات ، وهم في كل يوم يفقدون أنصارا وأتباعاً بسبب تحجر عقولهم وضعف حججهم وضيق أفقهم.

كما قد اخترت اسم المدينة للبريد إشارة وتبركا باسم مدينة المصطفى r التي ما برحوا يصدون الناس عنها منذ دانت لهم ، فتراهم أقل الناس زيارة للمصطفى r ، وأكثرهم صدا للناس عن ذلك ، فتجد أحدهم يحج عشرات المرات ولا يفكر في زيارة المصطفى r ، بحجة أنها "مجرد سنة"[11] هكذا!!  وهم من أشد الناس بغضا لمن يمدحه r ويناصبون العداء كل من دعا لذلك، ويصمونه بالبدعة والشرك وغيرها من التهم المعلبة التي يستهلكونها صباح مساء.

لقد كنت أنا واحدا منهم، وكنت ممن ضللوه في بداية التزامه للشرع، فحالي في ذلك حال الكثرة الكاثرة من شباب هذه الأمة،  فعندما يلتزم المرء تعاليم دينه ويلجأ إلى المسجد يجد هؤلاء يتلقفونه يحجبون عنه نور الله تعالى ويبغِّضونه في أمة محمد وعلماء أمة محمد منذ أقدم العصور إلى الآن، ويهولون له بألفاظ مخيفة (بدعة ـ شرك أكبر ـ عبادة القبور ـ دعاء غير الله) فتكون النتيجة أن يتكون هذا النمط من التفكير الذي يجعل الأصل في أمة محمد الشرك والكفر، وأن التوحيد هو الاستثناء، فيشك في كل أحد وحتى في نفسه.

 وأحكي لك موقفا جرى لي شخصيا لعله يكون باعثا على الضحك، فقد كنت مع واحد منهم في زيارة لأحد زعماء الوهابية عندنا، فقال ذلك الرجل عند استقباله لنا: "حياكم الله"، وظل صاحبي هذا طوال الجلسة شارد الذهن، إلى أن حان موعد مغادرتنا فبادر الشيخ بالسؤال قائلا:"يا شيخ لقد قلت عند استقبالك لنا حياكم الله، فهل يجوز أن نقول إن الله تعالى يُحَيِّي؟؟؟) فأخذت ذلك الشيخ الحيرة والاضطراب، وأخذ يفكر بصوت عال :"حياكم الله الله يحييكم الله يحيي والله يا أخي لا أدري ولكن ابحث فيها وعد إلى بنتيجة بحثك"!!! فهل رأيت هلوسة أكثر من هذه، وجهلا أقبح من هذا ؟؟؟، وأبشرك يا أخ عبدالله فقد وجد الأخ بعد البحث أن كلمة حياكم الله جائزة وليس فيها وصف لله بما لا يليق، ألا فبشر من عندكم من الأخوة بأن لا حرج عليهم في هذه الكلمة!!!!

 وبالمناسبة نفس هذا الشيخ الوهابي كنت قد سألته في بداية التزامي، عندما كنت مغرورا به عن حكم (الرعاف هل يبطل الوضوء) وكنت من شدة جهلي لا أعرف هذه المسألة،، فأخذ يفكر ويفكر ويفكر حتى ظننت أنني سألته في مسألة من عويصات الفقه المستشكلات، وفي النهاية قال لا أدري!! لا يدري وهو في منصب القضاء ونصب نفسه داعية في قطر إلى التوحيد، لا يعرف نواقض الوضوء، وهو يتكلم في نواقض الإيمان!! ولله في خلقه شؤون.

وقد جرت لي هذه القصة ـ أي القصة الأولى ـ عندما كنت لا أزال على صلة بتلك الجماعة المهلوسة مما جعلني أتبين حقيقتهم رويداً رويداً.

ولقد ابتليت بلدنا بهذه النحلة وأزكمت رائحتها المنتنة الأنوف ولا حول ولا قوة إلا بالله، فتجدهم في كل مكان قد استولوا على المساجد وجعلوها منابر لهم، وهم على هذا الحال منذ وقت ليس بالقصير بل منذ قرابة الخمسين عاما،  ويحكي لي أحد مشايخنا الأفاضل أنهم عندما جاءوا إلى قطر على يد (محمد بن مانع) وهو من علماء نجد الوهابيين ، كانوا إذا دخلوا على مجلس من مجالس أهل قطر يقولون :"السلام على من اتبع الهدى" كما لو أن أهل قطر كانوا كفارا حتى جاء إليهم الوهابية يعلمونهم التوحيد، وقد أحرقوا كتب المالكية أكثر من مرة في تلك السنين الغابرة ، أحرقت بأيديهم وأيدي بعض القطريين الذين شربوا من مناهلهم العكرة، بل لقد ضيقوا على أحد علماء قطر في تلك الفترة وهو الشيخ (يعقوب بن يوسف) ضيقوا عليه في عيشه ونكدوا حياته لا لشيء إلا لأنه أشعري لا يبيع دينه بدنياهم، إلى أن هاجر المسكين بلده وذهب إلى البحرين[12] ، وأولاد هذا الشيخ الجليل ـ في البحرين الآن ـ مازالوا يذكرون كيف كان يتحرق شوقا قبل موته لرؤية بلده، ولكن أنى له ذلك وقد مكن ابن مانع لنحلته الخبيثة في البلاد وحرمه من دخولها وخفتت أصوات مؤيديه، ولا زال من كبار السن ممن عاشوا في بلدة (الوكرة) عندنا يذكرون هذا الشيخ الجليل، الذي تتلمذ على علماء الأزهر والعراق وغيرهم، وتتلمذ على يديه الكثير من أبناء قطر، وله عدد من الكتب ما زالت مخطوطة، وأعرف من يسعى في تحقيقها وطباعتها، لإزالة الوهم الذي نشره الوهابية بأن عقيدة أهل قطر هي عقيدة الحشوية المجسمة.

وعندما تعرفت إلى موقع الساحة ظننت أنها مفتوحة فعلاً، ولكنني فوجئت بأنها لم تسلم منهم هي الأخرى ، فملئت بكلامهم الغبي الذي لا تجد للعقل أثرا عليه، شتم وصراخ وزعيق ونهيق، ويظنون إحجام الناس عن الرد عليهم عجزا، وليس ذلك بغريب علي فقد خبرتهم عن قرب وعرفت أساليبهم الغبية في الحوار،  التي تعتمد على الاستفزاز، بل يكفي أن ألقي بالحجة وأتركهم يغلون ويحرقون أنفسهم ، فقد مررت بمناقشات كثيرة معهم هنا في قطر، ولكنهم لا يعلمون أنني أشعري ، وليس ذلك جبناً مني فأنا والحمد لله لا أخشاهم، ولكنها نصيحة أحد أشياخي الكرام، بالإضافة إلى أنهم لجهلهم لا يعرفون العقيدة الأشعرية ولا غيرها، فإذا كانوا لا يعرفون عقيدتهم التي يدَّعون الانتساب إليها فأنى لهم معرفة عقائد غيرهم؟   فربما أقروا على مسألة هي من صميم العقيدة الأشعرية وعلى نقيض عقائد الحشوية فيسلمون بها،  عندها عرفت مغزى نصيحة ذلك الشيخ لي..)

هذا وقد اقترحنا على الأخ الكريم هذا حفظه الله بتدوين ذكرياته معهم عسى أن تجتمع يوماً ما تحت عنوان (كنت حشوياً) حتى يُبَصِّر الناس بهؤلاء الرعاع خوارج العصر فيحذروا شرَّهم :

عرفت الشرَّ لا للشَّرِ لكن لتوقِّيــــــــهِ

ومن لا يعرف الشرَّ من الخيـــرِ يقع فيــــــهِ.

 

رسالة إلى مدير الجامعة

إن الفرار من الفراغ الوهابي مستمر ، لأن فكرة السلفية يجتمع فيها  أمران خطيران ما اجتمعا في شيء إلا أتيا عليه أولهما الخواء الروحي وكفاهم خواء أن زعيمهم الكبير ابن عبدالوهاب كان يسمي الرسول الكريم r (طارش) ، وثانيهما الخواء الفكري الذي حرمهم حتى من قراءة كتب أغلب أعلام الأمة الإسلامية لأنها لا توافق دعواهم السلفية كما يزعمون ، وفي هذا المقال أذكر مقتطفات من رسالة كتبها أحد الشباب الفارين من فتنة الوهابية واسمه (وائل المسعري) موجهة للدكتور بكر بن عبدالله بن بكر فيها عبرة لكل مخدوع بدعوى السلفية ، يقول في رسالته :

"لقد نشأت في أسرة نجدية، حنبلية المذهب سلفية المعتقد، ولكني لم أقنع بالتقليد ومجرد الوراثة للفكر، وإنما حرصت على أن يكون تفكيري أممياً واسعاً، وليس ضيقاً، وإني لأحث الشباب في هذا المقام على محاولة التحرر من الجبرية التاريخية والتقليد الوراثي، وأن يبحثوا بعقل متفتح عن الحقائق أينما وجدت، لأن هذه هي وصية الرسول الأعظم r بأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها[13]."

ويقول عن ابن تيمية :

"مشيخة الإسلام لا تقتصر عليه ، وهناك كثيرون غيره يستحقون لقب شيخ الإسلام ، فهو ليس لقب منـزل من السماء ومفصل لهذا العالم بالذات، وثم عامة الشباب الآن يعتقدون فيه عملياً العصمة، وإن لم ينطقوا بذلك، والحق أنه عالم من العلماء يخطئ ويصيب، فما كان حقاً من كلامه أخذناه، وما كان خاطئاً رددناه ولا عتب، فالمقياس النهائي لجميع الأفكار هو الكتاب والسنة لاغير، وليس هنالك سلطة مقدسة على العقول غير هذين المصدرين، وقد اختلفتُ مع الشيخ ابن تيمية في عدة مسائل هي عندي وسوف تبيض وتخرج للناس قريباً إن شاء الله بالإضافة إلى أنه قد وجد الكثير من الاضطراب والتناقض في مجموع الرسائل والمسائل (وعل السبب هو أنها كتبت في أزمنة متباعدة) وسيبين ذلك الأخ الدكتور محمد عبدالله المسعري ـ حفظه الله ـ .

ويقول مفنداً للناس حقيقة السلفية بعد أن بان له عوارها بالممارسة:

"وحقيقة أخرى لا يلاحظها كثير من الناس وهي أن ما يسمى بالعقيدة السلفية والتراث السلفي هي عبارة عن أفكار الشيخ ابن تيمية واجتهاداته بنسبة 90% فما يسمى بالمدرسة السلفية هي في حقيقتها المدرسة التيمية، والمدرسة التيمية هي مدرسة من مدارس الفكر الإسلامي وليست لها قدسية خاصة"

ويقول في ختام رسالته واصفاً نتاج التحكم الوهابي في بلاده :

"لقد ارتقى العلم كثيراً في مجتمعنا، ومع ذلك فما زالت الحالة الفكرية راكدة ومتكلسة، ولاتوجد قنوات للتفاهم والنقاش بين الاتجاهات المختلفة، وتوجد قطيعة مزرية بين الشيعة والسنة، وهذا الوضع لا يرضى عنه الله ولا رسوله."

ويصف الشباب الذين تحكمت فيهم فكرة السلفية بقوله :

"إن هؤلاء الشباب الذين تناقشت معهم وأمثالهم لايعرفون ماذا يريدون بالضبط، وليس لديهم تمييز بين الأهداف والطريقة والفكرة والأسلوب، ولاتحديد لكل واحدة على حدة، والسبب في ذلك كله هو فقدان الأفكار وطريقة التفكير المنتجة في الحياة، فيظلون يدورون في حلقة مفرغة بدون نهاية ولا هدف محقق."

هؤلاء هم الوهابية وهذه صنيعة أيديهم جيل تائه ضحل التفكير بشهادة رجل نشأ بين أعطافهم ،  فهل من مدَّكر؟!

 

أسود البنغال تجابه الحشوية

الشيخ محمد بن عبدالسلام الكاظمي الحسيني أحد علماء بنجلاديش المخلصين ، وقد كان أحد المغرورين بالوهابية التي طال أذاها بلاد البنغال، ولكن ما إن تكشفت له حقيقتهم حتى شمَّر عن ساعد الجد لإنقاذ بلاده من شرِّهم فجابههم بالسلاح النافع في مثل هذه المواقف : العلم والحجة.وما فتئ الشيخ يناظرهم فيخنسون.

التقته مجلة منار الهدى[14] بالجامعة الغوثية بالعاصمة (دكا) ، فصرَّح خلال اللقاء بأنه رافق الوهابية طيلة ثلاث سنوات ، حتى أراد الله سبحانه له الهداية منذ واحد وثلاثين عاماً حيث ناظره وهو ما يزال وهابياً عالم بنغالي كبير هو الشيخ عزيز الحق القادري المعروف بأسد البنغال ، فأقام الأسد عليه الحجة في مسائل العقيدة ، وكان ذلك سبباً في هدايته ، ومنذ ذلك الحين والشيخ يبذل قصارى جهده لإنقاذ الآخرين ؛ فمما قاله الشيخ الكاظمي في لقاء المجلة معه : " خلال السنوات الماضية حصلت بيني وبين بعض الوهابية مناظرات عديدة ؛ خاصة مع عميد الجامعة الأهلية التابعة للوهابية واسمه شفيق محمد ، وقد تمكنت بفضل الله من إقامة الحجة عليه وبيان فساد معتقداته وهو ما زال حياً. وللأسف الشديد إن الوهابية يقولون بألسنتهم إنا نتبع القرآن والسنّة ، ولكنهم في الواقع يتبعون الشيطان ، والسلف رضوان الله عليهم بريئون منهم"

ويقول الشيخ الكاظمي ناصحاً : " عقيدة الوهابية تخالف ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام ، ومما كان عليه السلف الصالح والخلف رضوان الله عليهم وما عليه جمهور الأمة المحمدية إلى يومنا هذا ، لذلك فإنني أحذر المسلمين من المبتدعة الوهابية ومن أمثالهم ، وأنصح العلماء والمشائخ أن يجدُّوا ويجتهدوا لنشر العقائد السليمة خاصة أننا في عصر كثر فيه الفساد في المعتقد. فما أحوج المسلمين إلى أن يحذروا من كل فتنة سواء أتت إليهم من داخل صفوفهم أو من خارجها"

نسأل الله أن يحفظ الشيخ الكاظمي من شر الوهابية ، فهم يتبعون أسلوب اليهود في اغتيال مخالفيهم والتضييق عليهم {والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين} ؛ فقد نشرت مجلة " منار الهدى " العدد :69 /جمادى الأولى 1419هـ/سبتمبر 1998م خبر قتل أدعياء السلفية لمفتي داغستان الشيخ محمد سعيد أبو بكروف وأخوه في انفجار عبوة ناسفة في العاصمة الداغستانية (( محج قلعة)) ، ونقلت وكالة ( أنتر فاكس ) الروسية عن وزارة الداخلية في الجمهورية القوقازية أن مفتي الجمهورية وأخاه كانا في سيارتهما لحظة وقوع الانفجار [15].

وكان المفتي معروفاً بمواقفه التي تنتقد الوهابيين في داغستان حيث اتهمهم بالانحراف العقائدي ووصفهم "بالمخربين"[16] . يذكر أن عدة حوادث تورَّط فيها الوهابيون حدثت مؤخراً في داغستان الواقعة على حدود الشيشان ، كما اتخذ الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف عدة إجراءات ضد الوهابيين المشتبه بتورطهم في محاولة اغتياله[17] وافتعال اشتباكات مع القوات الحكومية ، وقريباً قتل جملة من المصلين بأحد المساجد بالباكستان بأسلحة أدعياء السلفية ليس لشيء سوى أنهم من المسلمين الشيعة[18] ، وأعلل ذلك بأنه قد يكون انتقاماً من الشيعة بسبب دورهم البارز في تمريغ أنوف اليهود بالوحل بجنوب لبنان!


 

[1] هذي العصا من تلكم العُصيَّة .. ما يكتبه الحشوية اليوم على الساحة الإسلامية! وأضرابها ليس إلا من هذا القبيل.

[2] رددنا على هذا القول في مقال (أحرام على بلابله الدوح).

[3] ومن أفعال هؤلاء الغوغاء الذين أعماهم تقليد هذا المبتدع في الدين ما فعله أحدهم حين  أخذ خطبة الجمعة التي لم يلزم أصلاً بالخطابة منها فداسها برجله زاعماً أنها من خطب الكفار (يقصد مخالفي الوهابية !) وهي مليئة بآيات القرآن الكريم وأحاديث خير البشر صلى الله عليه وسلم. فانظر رحمك الله كيف يعمي هذا الفكر معتنقيه حتى يزول عنهم الأدب حتى مع كلام الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

[4] أحمد بن زيني دحلان ، فتنة الوهابية ، ص 3

[5] محمد الكثيري ، السلفية بين أهل السنة والإمامية ، ص 340

[6] سلامة القضاعي ، فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان ، ص 15.

[7] محمد عبده ، الإسلام والنصرانية ، ص 97.

[8] أثبتُّها في آخر الكتاب

[9] هذا أحد أقزام الوهابية ؛ ويدَّعي أنه عراقي في بعض الأحيان ، فقلنا له الرئيس صدام ينتظرك مفتٍ في العراق فالوهابية لديه أحباب فسارع لأنَّ مكانتك ستكون رفيعة !!

[10] هذا الشاب المكتهل صاحب علم وتواضع ، ويوقِّع في الساحة باسم الأشعري ، ونحن على استعداد لتزويد أهل النيات الطيبة ممَّن نثق في أمانتهم ببريده الإلكتروني رعاه الله وسلَّمه من شرِّ الذين لا يألون في مسلم إلا ولا ذمَّة !.

[11] بل إنهم يرونها بدعة.

[12] العلاقة بين قطر والبحرين وعمان علاقة وطيدة تاريخية ، فعندما قبض الوهابية على آل خليفة وسجنوهم في الدرعية وهاجموا المنامة سنة 1225هـ  ، خرج منها أهلها إلى قطر (ابن بشر ، عنوان المجد 1/149-150)  ، ومن هناك نقلوا أكثر نسائهم وأموالهم في السفن إلى عمان مستصرخين لأهلها ، فتمت بحمد الله تصفية الوهابية منها.

[13] أقول: لا شكَّ أن الكثير من الشباب في البلاد التي يسيطر عليها الوهابية قد بدأ يبحث عن الحقيقة ؛ ومما بلغنا أن محاضرات سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بلغ سعرها في السعودية ألف ريال للشريط الواحد ، وقد فُصل بعضهم من الدراسة الجامعية لأن الأساتذة وجدوا في مكتبته شريطاً لسماحة الشيخ فتأمل للانفتاح والتسامح ! في المقابل تعال معنا لترى كتب وأشرطة ابن باز وأضرابه في مكتباتنا العامة والخاصة لا نصادرها ولا نمزقها ؛ لأن الفكر ببساطة لا يحارب بالإحراق والمنع ، بل بالوعي والحجة والبرهان ، ولكنه أسلوب المفلسين وكل إناءٍ بما فيه ينضح!!.

[14] العدد 68

[15] أعمال الإرهاب في مصر والجزائر والباكستان وغيرها من البلاد الإسلامية يقف وراءها أدعياء السلفية بفقههم الأعوج ؛ حيث تبنوا عقيدة أن مخالفهم مشرك فهو حلال الدم !

[16] سبحان الله العظيم ، لا يدخل هؤلاء القوم بلداً إلا كانوا سبباً في أذاها ، وما أفغانستان عنا ببعيد!

[17] مذهبهم إمّا أن تتبعنا كالنعاج أو السيف!

[18] خصصت قناة الجزيرة برنامج (قضايا) في يوم الجمعة 24/11/1419 (12/3/99) لمناقشة العنف الطائفي في الباكستان ، وأجرت لقاءات مع مسؤولين بالحكومة والأحزاب كلهم مجمع على أن الباكستان كان بلداً مؤتلفاً شيعيه وسنيه قبل دخول الوهابية إليهم ، ممثلين في مؤسستين هما (جماعة علماء الإسلام ) و (جماعة أهل الحديث) وقد أجري لقاء مع زعيم جيش الصحابة الوهابي الذي يتولى قتل الشيعة وتفريق لحمة الباكستان ليقول (الشيعة كفار) فما كان من الشيخ نوراني رئيس جمعية علماء السنة والذي يحاول وإخوانه من سنة وشيعة رأب الصدع بعقد اجتماعات يتبرءون فيها من هؤلاء الهمج إلا أن سماهم بالشياطين!

 
 

إعداد وتصميم عبد الله القحطاني - 2003 م - جميع الحقوق محفوظة لموقع من هم الخوارج ©